الخميس، 29 نوفمبر 2012

دور معلم التربية الخاصة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته دور معلم التربية الخاصة : علاوة على أن معلم التربية الخاصة يقوم بنفس الدور الذي يقوم به زميله في التعليم العام من حيث قيامه بتدريس المواد الدراسية ، فإنه ينفرد بتدريس المنهج الإضافي ، و هو منهج يشتمل على مجموعة من المهارات التعويضية التي دعت الحاجة إلى تدريسها نتيجة لظروف العوق ، و من تلك المهارات ما يلي :
1 -
المهارات الأكاديمية الخاصة .
2-
مهارات الإدراك الحسي .
3 -
مهارات التواصل .
4 -
المهارات الاجتماعية .
5 -
مهارات الحياة اليومية . ولما كان دور معلم التربية الخاصة في المعاهد و برامج الفصول الخاصة الملحقة بالمدارس التعليمية معروفاً وواضحاً ، فإن التركيز هنا سينصب على دور معلم التربية الخاصة في برامج الدمج التربوي بالمدرس العادية المتمثلة في غرف المصادر ، و المعلم المتجول ، و المعلم المستشار . معلم غرفة المصادر : حدد الموسى ( 1992 ) دور معلم غرفة المصادر في مجال العوق البصري في نقاط يمكن استخدامها كأساس لتحديد دور معلم التربية الخاصة في تلك البرامج ، وذلك على النحو التالي :
1 -
القيام بعمليات التقويم و التشخيص بقصد تحديد الاحتياجات الأساسية لكل طفل .
2 -
إعداد الخطط التربوية الفردية و العمل على تنفيذها .
3 -
تدريس الأطفال ذوي الاحتياجات التربوية الخاصة ، المهارات التي لا ستطيع معلم الفصل العادي تدريسها .
4 -
مساعدة الأطفال المعوقين على التغلب على المشكلات الناجمة عن العوق .
5 -
تعريف الأطفال ذوي الاحتياجات التربوية الخاصة بالمعينات البصرية و السمعية و التقنية ومساعدتهم على الاستفادة القصوى من تلك المعينات .
6 -
مساعدة الأطفال ذوي الاحتياجات التربوية الخاصة على اكتساب المهارات التواصلية ، و المهارات الاجتماعية التي تمكنهم – بإذن الله – من النجاح ليس في المدرسة و حسب إنما في الحياة بوجه عام .
7 -
تقديم النصح و المشورة لمعلمي الفصول العادية فيما يتعلق بطرق تدريس المواد الدراسية و الاستراتيجيات التعليمية ، و أساليب تأدية الاختبارات المختلفة ، ووضع الدرجات و كتابة التقارير ، و كذلك تزويدهم – عند الحاجة – بالكتيبات ، و المنشورات ، و الوسائل التعليمية التي تمكنهم من التعرف على المفاهيم الأساسية في التربية الخاصة .
8 -
تسهيل مهمة الأطفال ذوي الاحتياجات التربوية الخاصة في عملية المشاركة في الأنشطة الصفية ، و اللاصفية ,
9 -
تمثيل الأطفال ذوي الاحتياجات التربوية الخاصة في الاجتماعات المدرسية ، و التأكيد على احتياجاتهم الأساسية ، و الدفاع عن حقوقهم و قضاياهم الضرورية .
10 -
مساعدة أولياء أمور الأطفال المعوقين على معرفة آثار العوق النفسية و الاجتماعية على سلوك أطفالهم ، و تزويدهم بالمواد التربوية ، و الوسائل التعليمية التي من شأنها أن تسهل مهمة متابعة واجبات أبناءهم المدرسية ، و أن تسهم في زيادة و عيهم بخصائص ، و احتياجات ، و حقوق وواجبات أبنائهم ، الأمر الذي يجعل منهم أعضاء فاعلين في مجالس أولياء الأمور المدرسية و غيرها .
11 -
توطيد أواصر التعاون ، و النهوض بمستوى التنسيق ، و تقوية قنوات الاتصال بين أسر الأطفال ذوي الاحتياجات التربوية الخاصة و المسؤولين في المدرسة .
12 -
العمل على إيجاد بيئة أكاديمية و اجتماعية يستطيع فيها الأطفال العاديون و غير العاديين – على حد سواء – استغلال أقصى قدراتهم ، و تحقيق أسمى طموحاتهم .
المعلم المتجول : ينبغي التأكيد على أن المعلم المتجول يقوم بنفس الدور الذي يقوم به معلم غرفة المصادر ، فالاثنان يقومان بتقديم الخدمات الأكاديمية و الفنية التي من خلالها يستطيع الأطفال ذوو الاحتياجات التربوية الخاصة مجاراة زملائهم في المدارس العادية ، لكن الفرق بين معلم غرفة المصادر و المعلم المتجول يكمن في الأسلوب الذي تقدم به الخدمات المشار إليها ، فمعلم غرفة المصادر يعمل بصفة مستديمة في مدرسة واحدة ، و يتم نقل الأطفال ذوي الاحتياجات التربوية الخاصة من الأحياء المجاورة إلى تلك المدرسة ، أما المعلم المتجول فهو يقوم – كما يتضح من اسمه – بجولات على المدارس العادية التي يوجد بها أطفال ذوو احتياجات تربوية خاصة أي الأطفال ذوي الاحتياجات التربوية الخاصة يلتحقون بأقرب المدارس إلى منازلهم و تترك عملية التنقل للمعلم .

المعلم المستشار : وصف ( تاتل 1986 ) الدور الذي يقوم به المعلم المستشار بأنه دور استشاري أكثر منه تعليمي ، و نظراً للتشابه الكبير في الدور الذي يقوم به كل من العلم المتجول و المعلم المستشار ، فقد عمدت ( سبنجن و تيلور 1986 ) إلى تبيان الفرق بينهما في النقاط الثلاث التالية :
1 -
العبء التدريسي : حيث يبلغ العبء التدريسي للمعلم المتجول في الفصل الدراسي الواحد حوالي 15 تلميذاَ في المعدل ، بينما يصل العبء التدريسي للمعلم المستشار إلى 35 تلميذا في المعدل .
2 -
المسافة التي يقطعها كل منهما أثناء تجواله بين المدارس : فالمسافة التي يقطعها المعلم المتجول تبلغ حوالي 1500 كم في الشهر ، بينما يقطع المعلم المستشار حوالي 2200 كم في الشهر .
3 -
طبيعة العمل الذي يقوم كل منهما : فالمعلم المتجول يقضي وقتاً أطول في التعامل المباشر مع الأطفال ذوي الاحتياجات التربوية الخاصة و أولياء أمورهم من ذلك الذي يقضيه المعلم المستشار ، و بعبارة أخرى فإن المعلم المتجول يقوم بعملية تدريس الأطفال ذوي الاحتياجات التربوية الخاصة ، بينما يقتصر دور المعلم المستشار – في الغالب – على تقديم النصح و المشورة لمعلمي الفصول العادية ( الموسى 1992 ) . و يشرف على العملية التربوية بمعاهد و برامج التربوية الخاصة نخبة من المشرفين التربويين المتميزين الذين يتم اختيارهم بعناية وفقاً لضوابط و معايير علمية محددة ، بعض هؤلاء متخصص في التربية الخاصة ، و البعض الآخر متخصص في المواد الدراسية التي تقوم عليها الخطط الدراسية بمعاهد و برامج التربية الخاصة . و تستعين الأمانة العامة للتربية الخاصة كثيراً بإدارات التعليم للاستفادة من مشرفيها في متابعة معاهدها و برامجها ، إلى جانب و جود أخصائيي الخدمات المساندة مثل : المرشدين الطلابيين ، و معلمي التدريبات السلوكية ، و أخصائيي عيوب النطق و الكلام ، و عمداء الأسر بالإسكان الداخلي .... وغيرهم .
أهمية رسالة معلم التربية الخاصة و الحوافز المقدمة له : إن رسالة المعلمين – بمن فيهم معلمو التربية الخاص – لا تنفصل عن الرسالات السماوية التي تهدف إلى إخراج الناس من الظلمات إلى النور – بإذن ربهم – و هدايتهم إلى سبيل الحق و العدل والخير ، و ترجع أهمية مهنة المعلم إلى أنها تتحكم في مصير الجيل الصاعد ، و تقرر ما سيكون عليه في مستقبل إي أمه من الأمم ، فإن وجهت توجيهاً رشيداً فهناك المجد و الشرف الرفيع في الانتظار . فطبيعة عمل المعلم تغذية عقول الناشئة بالعلم ، و صقل نفوسهم بالمعرفة ، و تهذيب طبائعهم بحسن التوجيه ، و القدوة الحسنة ، إلى جانب تقوية أجسامهم بالرياضة ، و تربية وجدانهم و ذوقهم بمزاولة مختلف الفنون و الفعاليات المدرسية ، و عمل كهذا يحتاج إلى معلم يتمتع بعلم نافع و خلق كريم ، و عمل متواصل ، وصبر دءوب ، وتحمل للمشقة في سبيل تنشئة الجيل الصاعد ، وبقدر ما تتوفر تلك الصفات في المعلم بقدر ما يكون نجاحه في أداء رسالته . و إذا كانت منظمة اليونيسكو قد اكتشفت أخيراً في عام 1994 م أهمية دور المعلم و نادت بتكريمه و الاحتفاء به تقديراً لجهوده فإن سياسة التعليم بمملكتنا الحبيبة المعتمدة بقرار مجلس الوزراء الموقر رقم 779 و تاريخ 16/9/1389هـ ( 1969م ) قد تضمنت مبادئ عديدة تظهر أهمية دور المعلم و تقدر جهده ، حيث نصت المادة 169 على ما يلي : " يوضع للمعلمين ملاك خاص - كادر - يرفع من شأنهم و يشجع على الاضطلاع بهذه المهمة التربوية في أداء رسالة التعليم بأمانة و إخلاص و يتضمن استمرارهم في سلك التعليم " .
و لم تكتف الدولة – أعزها الله – عند هذا الحد ، بل أقرت سلماً خاصاً لشاغلي الوظائف التعليمية اعتبارا من 1/7/1402 هـ ( 1982م ) و يتميز هذا السلم بزيادة في الراتب الذي يتقاضاه المعلم عن نظرائه من موظفي الدولة الآخرين بحوالي 20 إلى 30 % و ذلك لقناعة الدولة بما للحوافز المادية و المعنوية من دور بارز في تحفيز المعلمين لتقديم المزيد من البذل و العطاء و الإخلاص في تأدية عملهم . و في إطار اهتمام حكومتنا الرشيدة – أيدها الله – بمعلمي التربية الخاصة الذين يعملون في ميدان المعوقين فقد صدر القرار رقم 142 في 27/5/1399 هـ بشأن ، منح العاملين في ميدان المعوقين علاوة تخصص بنسبة 30 % للمتخصصين في حقل المعوقين ، و 20 % للعاملين فيه من غير المتخصصين ، و ذلك تشجيعاً للمواطن السعودي على العمل في هذا المجال ، و تقديراً لما يلاقيه المعلم من صعوبات كبيرة في التعامل مع المعوقين و إيصال المعلومة لهم ، فالتعامل مع المعوقين ليس بالأمر اليسير و إنما يتطلب مهارات خاصة ، و كثير من الجهد ، و الصبر و المثابرة .

*
المرجع الرئيس
، ناصر علي . ( 1419هـ - 1999 م ) . مسيرة التربية الخاصة بوزارة المعارف . وزارة المعارف . المملكة العربية السعودية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق